فصل: 171- سحاق:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الموسوعة الجنائية الإسلامية المقارنة



.170- سجن:

1- التعريف:
السّجن قي اللغة: الحبس، والمسجون، المحبوس، قال ابن فارس: السين والجيم والنون أصل واحد، وهو الحَبْس. يقال سجنته سَجناً، والسّجن: المكان يُسجَن فيه الإنسان، قال الله جلّ ثناؤه في قصّة يوسف عليه السلام: {قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [يوسف الآية 33]. فيقرأ فتحاً على المصدر، وكسراً على الموضع. وجاء في القاموس المحيط: السِّجْنُ، بالكسر: المَحْبِسُ. وصاحِبُهُ: سَجَّانٌ. والسَّجِينُ: المَسْجُوْنُ جمعه: سُجَناءُ وسَجْنَى، وهي: سَجِينٌ وسَجِينَةٌ ومَسْجونَةٌ، من سَجْنَى وسَجَائِنَ.
وفي الاصطلاح: هو حجز الشخص في مكان من الأمكنة، ومنعه من التصرف بنفسه حتى تبين حاله أو لخوف هربه أو لاستيفاء العقوبة.
2- مشروعية السجن: (راجع: مصطلح: حبس).
3- تنظيم السجون في المملكة:
جاء في المادة الثانية من نظام السجن الصادر بالمرسوم الملكي رقم م/31 وتاريخ 21/6/1398 هـ النص التالي: (تنشأ بقرارات من وزير الداخلية سجون للرجال وأخرى للنساء ودور توقيف للرجال وأخرى للنساء على أن يراعى في إنشائها الاستجابة لحاجات وحدات التقسيم الإداري للمملكة وتحدد اللائحة التنفيذية قواعد إدارة السجون ودور التوقيف وسجلاتها والقواعد الخاصة بحراستها، والشروط الصحية ووسائل السلامة فيها).
وفي المادة الثالثة من النظام ذاته ورد النص التالي: (تنفذ عقوبات السجن في السجون، ويودع من يصدر بشأنه أمر توقيف من السلطات المختصة دور التوقيف وذلك وفقاً لأحكام هذا النظام ولائحته التنفيذية. ومع عدم الإخلال بالقواعد المتعلقة بمعاملة الأحداث).
وفي المادة الخامسة ورد النص التالي: (تخضع السجون ودور التوقيف للتفتيش القضائي والإداري والصحي والاجتماعي وذلك وفقاً لأحكام اللائحة التنفيذية).
4- السجن دار للإصلاح:
السجن وإن كان في الأصل مكان لتنفيذ عقوبة صدرت بحق من يستحقها إلا إن الهدف منه لم يكن العقوبة ذاتها فهو مكان للإصلاح، ولذلك لم يغفل نظام السجون في المملكة العربية السعودية هذا الجانب، فالمسجون ينال حقه من التعليم والرعاية والإطلاع على الصحف والمجلات ونحو، وقد بينت ذلك المادة الثامنة عشرة من النظام بالنص التالي: (تضع وزارة الداخلية بالاتفاق مع الجهات المختصة المسؤولة عن التعليم والتوعية مناهج التعليم والتثقيف داخل السجون ودور التوقيف. وتحدد اللائحة التنفيذية قواعد وإجراءات الامتحانات بالنسبة للمسجونين والموقوفين في المراحل الدراسية المختلفة. وتنشأ في كل سجن ودار للتوقف مكتبة تحوي كتباً دينية وعلمية وأخلاقية ليستفيد منها المسجونون والموقوفون في أوقات فراغهم. ويسمح للمسجونين والموقوفين باستحضار كتب أو صحف أو مجلات على نفقتهم الخاصة وذلك وفقاً لما تقرره اللائحة التنفيذية).
5- الجزاءات التي تطبق على المسجون عند إخلاله بالنظام:
بينت المادة العشرون من نظام السجون الجزاءات التي يجوز توقيعها على المسجون أو الموقوف في حالة إخلاله بالنظام داخل السجن أو دار التوقيف وهي:
1- الحبس الانفرادي لمدة لا تزيد على خمسة عشر يوماً.
2- الحرمان من كل أو بعض امتيازات الزيارة والتراسل وغيرها من الامتيازات التي تحددها اللائحة التنفيذية.
3- الجلد بما لا يزيد على عشر جلدات.
وفي حالة تكرار المسجون أو الموقوف ارتكاب المخالفات أو الخروج على النظام على نحو ينبئ عن خطورته يرفع الأمر للحاكم الإداري لاتخاذ ما يراه وفقاً لأحكام اللائحة التنفيذية. ويجوز في هذه الحالة بالإضافة إلى جلد المسجون أو الموقوف مضاعفة مدة الحبس الانفرادي وحرمانه من كل امتيازات الزيارة والتراسل وجميع الامتيازات الأخرى التي تقرها اللائحة التنفيذية مع حرمانه كذلك من الاستفادة من نظام الإفراج تحت شرط المنصوص عليه في المدة (25) من هذا النظام. وتقيد في سجل خاص العقوبات التي توقع على المسجون. وتحدد اللائحة التنفيذية قواعد الاختصاص بتوقيع الجزاءات. ويجوز لمدير السجن أن يأمر بتكبيل المسجون أو الموقوف بحديد الأيدي إذا وقع منه هياج أو تعد، ولا يجوز أن تتجاوز مدة التكبيل أثنتين وسبعين ساعة.
6- اختصاص هيئة التحقيق بالرقابة على السجون ودور التوقيف:
بينت الفقرة (و) من المادة الثالثة من نظام هيئة التحقيق والإدعاء العام اختصاص الهيئة بالرقابة والتفتيش على السجون، ودور التوقيف، وأي أماكن تنفذ فيها أحكام جزائية، والقيام بالاستماع إلى شكاوى المسجونين، والموقوفين، والتحقق من مشروعية سجنهم أو توقيفهم، ومشروعية بقائهم في السجن، أو دور التوقيف بعد انتهاء المدة.
ووردت بعض الضوابط في نظام الإجراءات الجزائية على التالي:
1- على المختصين من أعضاء هيئة التحقيق والادعاء العام زيارة السجون ودور التوقيف في دوائر اختصاصهم في أي وقت دون التقيد بالدوام الرسمي، والتأكد من عدم وجود مسجون أو موقوف بصفة غير مشروعة، وأن يطلعوا على سجلات السجون ودور التوقيف، وأن يتصلوا بالمسجونين والموقوفين، وأن يسمعوا شكاواهم، وأن يتسلموا ما يقدمونه في هذا الشأن. وعلى مأموري السجون ودور التوقيف أن يقدموا لأعضاء هيئة التحقيق والادعاء العام كل ما يحتاجونه لأداء مهامهم. (م/37).
2- لكل مسجون أو موقوف الحق في أن يقدم في اي وقت لمأمور السجن أو دار التوقيف شكوى كتابية أو شفهية، ويطلب منه تبليغها إلى عضو هيئة التحقيق والادعاء العام، وعلى المأمور قبولها وتبليغها في الحال بعد إثباتها في سجل معد لذلك، وتزويد مقدمها بما يثبت تسلمها، وعلى إدارة السجن أو التوقيف تخصيص مكتب مستقل لعضو الهيئة المختص لمتابعة أحوال المسجونين أو الموقوفين. (م/38).
3- لكل من علم بوجود مسجون أو موقوف بصفة غير مشروعة أو في مكان غير مخصص للسجن أو التوقيف أن يبلغ هيئة التحقيق والادعاء العام.
وعلى عضو الهيئة المختص بمجرد علمه بذلك أن ينتقل فوراً إلى المكان الموجود فيه المسجون أو الموقوف، وأن يقوم بإجراء التحقيق، وأن يأمر بالإفراج عنه إذا كان سجنه أو توقيفه جرى بصفة غير مشروعة، وعليه أن يحرر محضراً بذلك يرفع إلى الجهة المختصة لتطبيق ما تقضي به الأنظمة في حق المتسببين في ذلك. (م/39).

.171- سحاق:

1- التعريف:
السحاق في اللغة من السحق، والسحق كما قال ابن منظور: الدق. قيل الدق الشديد، وقيل الدق الرقيق، وقيل الدق بعد الدق.
وفي الاصطلاح: هو إتيان المرأةِ المرأةَ.
2- حكم السحاق:
لا خلاف بين الفقهاء في أن السحاق حرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «السحاق زنى النساء بينهن»؛ وقد عده ابن حجر الهيتمي من الكبائر فقال:
الكبيرة الثانية والستون بعد الثلاثمائة: مساحقة النساء وهو أن تفعل المرأة بالمرأة مثل صورة ما يفعل بها الرجل. كذا ذكره بعضهم واستدل له بقوله صلى الله عليه وسلم: «السحاق زنا النساء بينهن». وقوله: «ثلاثة لا يقبل الله منهم شهادة أن لا إله إلا الله: الراكب والمركوب، والراكبة والمركوبة، والإمام الجائر».
3- عقوبة السحاق:
اتفق الفقهاء على أنه لا حد في السحاق؛ لأنه ليس زنى، وإنما يجب فيه التعزير; لأنه معصية.
قال ابن قدامة: (وإن تدالكت امرأتان، فهما زانيتان ملعونتان؛ لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا أتت المرأةُ المرأةَ، فهما زانيتان». ولا حد عليهما لأنه لا يتضمن إيلاجا، فأشبه المباشرة دون الفرج، وعليهما التعزير لأنه زنى لا حد فيه، فأشبه مباشرة الرجل المرأة من غير جماع).

.172- سحر:

1- التعريف:
السحر لغة: كل ما لطف مأخذه ودق، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن من البيان لسحرا»، وسحره أي خدعه، ومنه قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} [الشعراء الآية 153] أي المخدوعين؛ وفي لسان العرب قال: الأزهري: السحر عمل تُقُرِّبَ فيه إلى الشيطان وبمعونة منه، كل ذلك الأمر كينونة للسحر، ومن السحر الأُخْذَة التي تأخذ العين حتى يُظنَّ أن الأمر كما يُرَى، وليس الأصل على ما يُرى؛ والسحر: الأُخْذة؛ وكل ما لطف مأخذه ودق، فهو سحر، والجمع أسحار وسُحُور، وسَحَره يَسْحَرُه سَحْراً وسِحْراً وسَحَّرَه، ورجل ساحر من قوم سحرة وسُحَّار، وسَحَّار من قوم سَحَّارين.
وفي الاصطلاح: عرفه العلماء كل بحسب اعتقاده في السحر، ومن ذلك:
تعريف ابن قدامة له بأنه: (عزائم ورقى وعقد تؤثر في الأبدان والقلوب، فيمرض، ويقتل، ويفرق بين المرء وزوجه، ويأخذ أحد الزوجين عن صاحبه).
وعرفه الفخر الرازي بقوله: (السحر في عرف الشرع مختص بكل أمر يخفى سببه، ويتخيل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخداع).
والفرق بين تعريف ابن قدامة، وتعريف الرازي، هو: أن ابن قدامة يرى أن السحر له حقيقة، أما الرازي فيرى أن السحر لا حقيقة له.
وعرفه شيخنا صالح الفوزان حفظه الله فقال: (السحر عبارة عن عزائم ورُقي وعقد يؤثر في بدن المسحور بالقتل أو بالمرض، أو بالإخلال بعقله، أو يفرِّق بين الزوجين، أو يأخذ الزوج عن زوجته فلا يستطيع الوصول إليها).
2- بعض الألفاظ المتعلقة بالسحر:
أ- الشعوذة:
قال ابن منظور: الشَّعْوَذَةُ: خِفَّةٌ في اليد وأَخْذٌ كالسحر يُرى الشيءَ بغير ما عليه أَصله في رأْي العين؛ ورجل مُشَعْوِذٌ ومُشَعْوَذٌ وليس من كلام البادية. والشَّعْوَذَةُ: السُّرْعَةُ، وقيل: هي الخفة في كل أَمْرٍ.
ب- النشرة:
النشرة ضرب من الرقية والعلاج يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجن؛ سميت نشرة لأنه ينشر بها ما خامره من الداء، أي يكشف ويزال، قال الحسن: النشرة من السحر؛ وفي الحديث أنه سئل صلى الله عليه وسلم عن النشرة، فقال: «هي من عمل الشيطان».
ج- العزيمة:
العزيمة من الرقى التي كانوا يعزمون بها على الجن، وجمعها، عزائم، يقال: عزم الراقي: كأنه أقسم على الداء، وأصلها فيما ذكره القرافي: الإقسام والتعزيم على أسماء معينة زعموا أنها أسماء ملائكة وكَّلهم سليمان بقبائل الجان، فإذا أقسم على صاحب الاسم ألزم الجن بما يريد.
ويوجد في هذا الزمان بعض الدجالين الذين يكتبون بعض الخطوط والطلاسم بماء الورد والزعفران على ورق أبيض ويبيعونها للعامة خاصة النساء ويزعمون أن فيها شفاء.